مارك هو تسجيلة الفهرسة المقروءة آليا (فما) MA chine-Readable Cataloging وتعني كلمة "المقروءة آليا" أن نوعاً معينا من الآلات (حاسب آلي) يمكنه قراءة البيانات الموجودة في تسجيلة الفهرسة.
مقدمه
لقد أصبح تبادل التسجيلات الببليوجرافية حقيقة على مدى سنوات عدة ، وكثير من المكتبات قد اختارت أن توسِّع من مواردها المحدودة عن طريق اكتساب البيانات الببليوجرافية من مصادر أخرى بدلاً من إنشائها بأنفسها. فقد كان لدى المكتبات منذ ما يزيد عن قرن من الزمان القدرة على طلب مجموعات من بطاقات الفهرسة لأوعية معلوماتها من مكتبة الكونجرس ، والبعض كان يكتب بطاقات فهرسته بالاستعانة ببيانات الفهرسة أثناء النشر Cataloging in Publication (CIP) الموجودة في ظهر صفحة العنوان في كثير من الكتب، كما أن بعض المكتبيين كانوا يتجهون للدوريات المطبوعة أو الببليوجرافيات للحصول على بيانات الفهرسة المكتملة أو شبه المكتملة.
أما الآن ومع وجود الحاسوب لماذا نضطر لإعادة كتابة مئات البطاقات في كل مكتبة بينما يمكن كتابتها مرة واحدة ومشاركتها مع المكتبات الأخرى؟ ولماذا تتم كتابة كل بطاقة عدة مرات – على حسب المداخل – بينما يمكن برمجة الحاسوب لطباعتها. ومع التطور الذي حدث بظهور تسجيلات مارك استفادت المكتبات من فوائد الفهرسة المقروءة آلياً سواء أكان لديها خط اتصال مباشر أم لا ، فإن البطاقات المطبوعة في مكتبة الكونجرس والتي يتم شراؤها سواء من مكتبة الكونجرس أو الموردين تم إدخالها وفقاً لشكل الاتصال مارك. بينما استطاعت المكتبات ذات الميزانيات الكبيرة الاشتراك في أدوات ببليوجرافية مثل OCLC "Ohaio College Library System"التي أتاحت لهذه المكتبات الحصول على التسجيلات المشتركة بواسطة خط الهاتف ، ومع تطور الحاسوب أصبح بالإمكان طلب التسجيلات الببليوجرافية على أقراص ممغنطة Floppy disks أو شرائط ممغنطة Tape drives ، ولذلك لم تعد أي مكتبة قادرة على تجاهل شكل الاتصال مارك MARC.
نشأته وتاريخه
قررت مكتبة الكونجرس في عام 1965م أن تبدأ في مشروع تختبر فيه إمكانية توزيع البيانات الببليوجرافية علي أشرطة ممغنظة على 16 مكتبة مشتركة في هذا المشروع وهو مشروع MARC I، ومع نهاية عام 1966م وبالتحديد في "نوفمبر 1966م" بدأت المكتبة التوزيع الأسبوعي، ولكن اكتشفت في مارس 1967م أن المشكلة أكثر تعقيداً عما يستطيع النظام الأصلي المُصمَّم تحمَُله ولذا كان الأمر في حاجة لبداية جديدة ، وهذا ما أعطى الفرصة للمكتبة البريطانية للمشاركة في المشروع الجديد MARC II ، ولذلك بدأ المشروع الأنجلو أمريكي العملاق في 1967 م وقام مكتب OSTI “Office for Scientific and Technical Information” بالتمويل المالي، ثم صدر مارك العالمي UNIMARC في طبعته الأولى عام 1977م ثم في طبعته الثانية عام 1980م.
ثم نتيجة للتعاون بين كل من مكتبة الكونجرس الأمريكية والمكتبة الوطنية الكندية تم التوفيق بين مارك الأمريكي USMARC و مارك الكندي CAN/MARC وتم نشرها في طبعة واحدة في عام 1999م تحت الاسم الجديد MARC21 الذي يرمز للانتقال للقرن الواحد والعشرين واقتراح الترميز العالمي لهذا الشكل والذي يعطيه الفرصة ليكون عالمي الاستخدام.
ومارك 21 ليس شكل اتصال جديد ولكنه عبارة عن دمج وتوافق وتطوير لكل من USMARC و CAN/MARC ليتم نشرهما تحت اسم واحد جديد هو MARC21 (5) وتتولى عملية صيانته كل من The Network Development and MARC standards office في مكتبة الكونجرس و The Standards and the Support Office في المكتبة القومية الكندية
أهمية مارك
لا يستطيع الحاسوب أن ينشيء ببساطة فهرساً محسباً دون وسيلة تساعده على فهم التسجيلة، ولذلك يوجد بمارك إرشادات لبياناته قبل كل بيان ببليوجرافي تسمى محددات نصية "signposts". فإذا تم تعليم التسجيلة الببليوجرافية جيداً بهذه العلامات فيمكن بعدها كتابة برنامج لبحث واسترجاع أي بيانات محددة في أي حقول محددة وكذلك عرض قوائم بمحتويات تقابل معايير البحث المطلوبة. ويرجع الأمر لاختيار هذه المحددات إلى التوفير في المساحة ففي المثال التالي يستخدم شكل مارك الرموز (260 و $a و $b و $c) بدلاً من بيانات النشر ومكان النشر واسم الناشر تاريخ النشر في كل تسجيلة.
مكونات تسجيلة مارك
وتتكون تسجيلة مارك من ثلاثة عناصر رئيسية هي: (البناء وتسميات المحتوى والمحتوى)
1- بناء التسجيلة: ويتكون من:
أ] فاتح التسجيلة:
وهو عبارة عن حقل ثابت الطول مكون من 24 تمثيلة وهو يظهر في بداية كل تسجيلة ببليوجرافية ويعطي بعض المعلومات المرتبطة بالتسجيلة نفسها مثل العدد الكلي للتمثيلات المكونة للتسجيلة والتقنينات التي تربط هذه التسجيلة بتسجيلة أخرى.